الأربعاء، 8 فبراير 2012

فرقة الخواج نشأتهم و منهجهم و سماتهم العامة

الفرق الإسلامية

كل أهل الفرق الإسلامية المختلفة يعتقدون أنهم أهل السنة و الجماعة
فمثلاً الشيعة يقولون أنهم هم أهل السنة و الجماعة و كذلك المرجئة و القدرية و المعتزلة و الأشعرية و الخوارج فكل منهم يظن أنه على الصواب.
كيف تعرف في أي فرقة أنت ؟؟

كثير منا قد يكون من الشيعة مثلاً دون أن يقول أنا شيعي فيكفي أن يتبع منهج الشيعة من سب صحابة رسول الله و زوجاته و الغلو في تكريم الأولياء و سيدنا علي حتى يصبح منهج الشخص شيعي دون أن يدرك أنه بذلك أصبح يتبع الشيعة.

و كذلك في باقي الفرق الإسلامية فمنهجك هو ما صدقه قلبك و عملت به جوارحك
و ليس ضروري أن تقول أنا من المرجئة أو الشيعة بل ربما تكون منهم دون أن تشعر بذلك.
سنذكر الآن فرقة الخوارج:
أمر الفرق الإسلامية يتعلق بالعقيدة فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن نتقول على الله بلا علم ونتكلم دون بينة إذ أن القول في الفرق يتعلق بالعقيدة والعقيدة لابد لها من علم صحيح وصريح لا يحتاج إلى الظن والتخمين.
فإذاً نحن نذكر صفاتهم كم تلقيناها عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن صحابته الكرام الذين عايشوا هذه الفتنة و قدموا الدليل على الطائفة.
اسم الخوارج يقع على تلك الطائفة التي خرجت على رابع الخلفاء الراشدين سيدنا علي بن أبي طالب و خروجهم عليه هو العلة في تسميتهم بهذا الاسم فالخوارج هم أولئك النفر الذين خرجوا على عليٍّ بعد قبوله التحكيم في موقعة صفين، ولهم ألقاب أخرى عرفوا بها غير لقب الخوارج، ومن تلك الألقاب الحرورية والشراة والمارقة والمحكمة وهم يرضون بهذه الألقاب كلها إلا بالمارقة؛ فإنهم ينكرون أن يكونوا مارقين من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
ومن أهل العلم من يرجّح بداية نشأة الخوارج إلى زمن النبي ويجعل أول الخوارج ذا الخويصرة الذي اعترض على الرسول في قسمة ذهب كان قد بعث بها علي من اليمن، ويتضح ذلك من الحديث النبوي الشريف الذي رواه الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري.

فهذا أول خارجي خرج في الإسلام، وذلك لأنه رضي برأي نفسه و لم يرضى بحكم الله و رسوله ، ولو وقف لعلم أنه لا رأي فوق رأي رسول الله وأتباع هذا الرجل هم الذين قاتلوا علي بن أبي طالب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصف الخوارج:" إن بعدي من أمتي قوم يقرؤون القرآن, لا يجاوز حلاقيهم{مفردها: حلقوم} ,يمرقون{ينفذون, وهو كناية عن سرعة خروجهم من الدين} كما يمرق السهم من الرمية { الصيد الذي يُرمى بالسهام}, ثم لا يعودون إليه شر الخلق والخليقة{البهائم}" رواه الإمام أحمد ومسلم
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن من ضئضئى {أي:صلبه ونسله} هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز {يتعدى} حناجرهم, يقتلون أهل الإسلام ويدعون {يسالمون} أهل الأوثان, يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية, لئن أدركتهم أقتلنهم قتل عاد" متفق عليه.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سيقرأ القرآن رجال لا يجاوز حناجرهم, يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" رواه الإمام أحمد والبخارى.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يخرج قوم في آخر الزمان, يقرؤون القرآن, لا يجاوز تراقيهم, سيماهم التحليق,اذا لقيتموهم فاقتلوهم" رواه أحمد وأبوداود.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يخرج ناس من قبل المشرق, يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم, يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية , ثم لا يعودون فيه, حتى يعود السهم إلى فوقه,سيماهم التحليق"رواه أحمد والبخاري.
عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال: قال علي إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أقول عليه ما لم يقل وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة.
الثورة المستمرة وخلافاتهم وانقسامهم:

إن فرقة من فرق الإسلام لم تسلك طريق الثورة كما سلكته فرقة الخوارج حتى لقد أصبحت ثوراتهم وانتفاضاتهم أشبه بالثورة المستمرة في الزمان والمنتشرة في المكان ضد الأمويين بل وضد علي بن أبي طالب منذ التحكيم وحتى انقضاء عهده
وعلى درب ثورتهم المستمرة هذه كانت معاركهم المتفردة بالاستبسال والفناء في الهدف والمبدأ معالم تستنفر دماء شهدائهم وذكريات ضحاياهم فيها اللاحقين للاقتداء بالسابقين.
وجدير بالذكر أن هذه الثورات الخارجية وإن لم تنجح في إقامة دولة مستقرة يستمر حكم الخوارج فيها طويلاً إلا أنها قد أصابت الدولة الأموية بالإعياء حتى انهارت انهيارها السريع تحت ضربات الثورة العباسية في سنة 132هـ؛ فالعباسيون قد قعدوا عن الثورة قُرابة قرن بينما قضى الخوارج هذا القرن في ثورة مستمرة، ثم جاء القَعَدَةُ فقطفوا ثمار ما زرعه الثوّار.
 أصول الخوارج الأولين و سماتهم العامة:
قال" الشيخ الدكتور/ ناصر العقل" سماتهم في كتابة النافع (الخوارج) فقال: أصول الخوارج الأولين ومنهجهم وسماتهم العامة إلى الأصول والسمات التالية:

1- التكفير بالمعاصي {الكبائر} وإلحاق أهلها {المسلمين} بالكفار في الأحكام والدار والمعاملة والقتال.

2- الخروج على أئمة المسلمين اعتقاداً وعملاً أو أحدهما احياناً.

3- الخروج على جماعة المسلمين ومعاملتهم معاملة الكفار في الدار والأحكام والبراءة منهم وامتحانهم, واستحلال دمهم
.
4- صرف نصوص الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى منازعة الأئمة والخروج عليهم, وقتال المخالفين.

5-كثرة القراء الجهلة فيهم والاعراب, وأغلبهم كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم حدثاء اسنان سفهاء الأحلام.
‎6- ظهور سيم الصالحين عليهم, وكثرة العبادة كالصلاة والصيام , وأثر السجود, وتشمير الثياب, مسهمة وجوههم من السهر ويكثر فيهم الورع على غير فقه والصدق والزهد مع التشدد والتنطع في الدين كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم: تحقرون صلاتكم الى صلاتهم.

أي صلاتكم بالنسبة لصلاتهم قليلة جداً
و ذلك لأنهم تكثر عبادتهم ريائاً بدون فقه و لا علم
7-ضعف الفقه في الدين وقلة الحصيلة من العلم الشرعي كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم" يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم".

8- ليس فيهم من الصحابة ولا الأئمة والعلماء وأهل الفقه في الدين أحد كما قال ابن عباس .

9- الغرور والتعالى على العلماء, حتى زعموا أنهم أعلم من علي وابن عباس وسائر الصحابة, والتفوا على الأحداث الصغار الجهلة قليلي العلم من رؤوسهم.
10- الخلل في منهج الاستدلال, حيث أخذوا بآيات الوعيد وتركوا آياد الوعد, واستدلوا بالآيات الواردة في الكفار وجعلوها في المخالفين لهم من المسلمين كما قال فيهم ابن عمر رضى الله عنهما:"انطلقوا إلى ايات الكفار فجعلوها على المؤمنين".

11- الجهل بالسنة واقتصارهم على الاستدلال بالقرآن غالباً .

12- سرعة التقلب واختلاف الرأي وتغييره "عواطف بلا علم ولا فقه" لذلك يكثر تنازعهم وافتراقهم فيما بينهم, وإذا اختلفوا تفاضلوا وتقاتلوا.
13- التعجل في إطلاق الاحكام والمواقف من المخالفين" سرعة إطلاق الحكم على المخالف بلا تثبت".

14- الحكم على القلوب واتهامها باللوازم والظنون.

15- القوة والخشونة والجلد والجفاء والغلظة في الأحكام والتعامل وفي القتال والجدال.

16- قصر النظر وضيق التفطن وقلة الصبر, واستعجال النتائج.

17- يقتلون أهل الإسلام ويخاصمونهم, ويدعون (يصالحون) أهل الأوثان كما جاء وصفهم في الحديث.

أعتقد أنى بهذا البيان قد فصلت لك صفات القوم نقلا وليس من نتاج عقلي حتى تستطيع التعرف عليهم وتقى نفسك ومن تحب.

واختم بوصف لهم تستطيع حتى وإن كنت ممن لم يتمرس بالقرآن معرفتهم به :

1- طرح قضية "الحاكمية" والتحاكم الشرعي" وهذا حق لا مرية فيه وأمر يجب المطالبة به ولأنك مسلم ملزم بالسعي الجاد لتطبيق دين الله بعمومة عقيدة وشريعة بالأرض" لكنهم يحصرون المر في الحكام ويكثرون من الدندنة مع أن الحاكمية عام شامل.

2- اتهام العلماء الذين لا يوافقونهم بأنهم عملاء للحكام أو مرجئة.

3- تلاحظ عليهم أن لهم قولاً خاصة لشبابهم بالتكفير للحكومة وآخر للعامة خلاف ذلك.

4- تعظيمهم وتأييدهم لكل انحرافات الخوارج والثوار في العصر ويسمون ذلك جهاداً.

5- ألغوا أحكام الجهاد الشرعية وجعلوا كل من أراد أن يخرج على حاكم أو يقاتل شعبه فهو مجاهد.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا إسحاق الأزرق عن الأعمش عن بن أبي أوفى قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الخوارج كلاب النار" . - سنن ابن ماجه_ صحيح_173



والله الهادى ...
والحمدلله رب العالمين ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق